الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله بدعة
والأعظم من هذا وذاك أنّ زعيم القوم محمد بن عبد الوهاب كان ينهى عن الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله ويتأذّى من سماعها ، وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة (مع إنّها أفضل الأعمال كما في الرواية) ، وعن الجهر بها على المنائر (لا سيما التعقيب بعد الأذان) ويؤذي مَنْ يفعل ذلك ويعاقبه أشدّ العقاب وربما يقتله.
وكان يقول ـ وعليه إثم ذلك ـ : إنّ الربابة في بيت الخاطئة ـ يعني الزانية ـ أقلُّ إثماً ممّن ينادي بالصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله على المنائر (١).
وأحرق كتاب (دلائل الخيرات) وغيره من كتب الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله ، متستراً بقوله (ملبّساً على أتباعه) إنّ ذلك بدعة ، وإنّه يريد المحافظة على التوحيد (٢).
ولم يكتفِ ابن عبد الوهاب بتلك التهم للرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، والأوصاف والنعوت البعيدة كلّ البعد عن الأدب والاحترام ، فإنّه ولشدّة نصبه وعداوته لرسول الله صلىاللهعليهوآله راح يمنع الناس من الصلاة عليه ، وهي من أعظم القربات عند الله ، وكثير من العلماء في كلّ عصر ومصر ألّفوا كتباً تشيد وتحضّ على الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
كيف لا ، وسبحانه وتعالى يقول له : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣).
__________________
١ ـ السلفية الوهابيّة ص ٧٦.
٢ ـ المصدر نفسه.
٣ ـ سورة التوبة : الآية ١٠٣.