وإنّه يكون في أُمّتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنّه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أُمّتي على الحقّ منصورة لا يضرّهم مَنْ خذلهم حتّى يأتي أمر الله» (١).
مَنْ هم الضّالون المضلّون الذين خرجوا من الدين ومرقوا منه ، بعد أن كفّروا الأُمّة واستباحوا دماءها ، وأموالها وأعراضها ، دون ذنب أو جريمة سوى أنّهم خالفوا آراء الوهابيّة السلفيّة بالعقائد والأحكام والأخلاق الباطلة ، الذين (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (٢)؟!
وصدق الشريف عبد الله الذي كتب كتاباً عنهم يبيّن فيه حالهم منذ بداية انتشارهم تحت عنوان (صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر) ، إنّهم خوارج العصر الحديث. فأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله عن آخر الزمان ، وأخباره عن الكثير من الحوادث والقضايا تؤكّد لنا ذلك وبما لا يدع لنا مجالاً للشك.
مَنْ هو محمد بن عبد الوهاب؟
إنّه محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي ، نشأ في بلدة العيينة من بلاد نجد ، وقرأ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، سافر إلى مكة ثمّ إلى المدينة ودرس عند الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن يوسف ، وأظهر الإنكار على الاستغاثة برسول الله صلىاللهعليهوآله عند قبره الشريف ، ثمّ عاد إلى نجد ثمّ إلى البصرة.
يقول مستر همفر : (لقد وجدت في (محمد بن عبد الوهاب) ضالّتي
__________________
١ ـ كتاب العمدة ص ٤٣١.
٢ ـ سورة الأنعام : الآية ١١٢.