قتل الزائرين للعتبات المقدّسة
سُئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام عن الفرق بين الحقّ والباطل ، فأحال السؤال إلى ولده البار الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، فقال : «أربع أصابع» ، ووضع يده الشريفة على خدّه المبارك ، وأردف قائلاً : «فالحقّ أن تقول : رأيت ، والباطل أن تقول : سمعت».
وسأل رجل من العرب المولى أبا عبد الله الحسين عليهالسلام قائلاً : كم بين الإيمان واليقين؟ قال عليهالسلام : «الإيمانُ ما سَمِعناهُ ، واليقينُ ما رأيناهُ ، وبين السَّمع والبَصرِ أرَبعْ أصابعَ» (١).
والواقع أصدق من كلّ تقارير الأخبار والصحفيين في العالم ، وما عليك يا عزيزي الكريم إلاّ الوقوف لحظات أمام شاشة التلفاز وتنتقل بين الفضائيات ولا سيما الإخبارية وما أكثرها ؛ حتّى تعلم إلى أيّ مدى وصل العنف الوهابي؟ وبالتالي باتت عمليات القتل والتدمير والاغتيالات بالجملة في المشهد العالمي. فالتكفير صار أمراً طبيعياً عند هذه الجماعة!
إنّهم يريدون تجميد الحياة ، أو إعادتها إلى آلاف السنين إلى الوراء ، فهم يرفضون حتّى النظريّات العلميّة ، والنهضات العالميّة والإبداعات والمبتكرات العقليّة التي توصّل إليها الإنسان في هذا العصر الذي قفزت فيه البشريّة قفزات نوعيّة لا تُقاس بأيّة قفزة كانت قبلها ، ولا ينكر هذا إلاّ الجاهل أو الغافل.
فهل تعلم أنّهم ينكرون حتّى كرويّة الأرض ودورانها حول نفسها ، أو حول
__________________
١ ـ تفسير البرهان ٤ ص ١٦٧ ، كفاية الأثر ص ٢٣٢.