٢ ـ الله جالس على كرسي :
وكان من أخطرهم كعب الأحبار الذي قال عنه الذهبي : (جالس أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله فكان يحدّثهم عن الكتب الإسرائيلية ...) (١).
وينقل عنه حديث (العلو) ، وأنّ الله تعالى في المكان الفوق (السماء العالية) ، فقد روي عنه أنّ الله سبحانه قال : (أنا الله فوق عبادي ، وعرشي فوق جميع خلقي ، وأنا على عرشي أدير أمور عبادي ، ولا يخفى عليَّ شيء في السماء ولا في الأرض).
وفي حديث آخر له يقول : (فما في السماوات سماء إلاّ وله أطيط كأطيط الرَّحل في أوّل ما يرتحل ـ عندما يكون جديداً ـ من ثقل الجبّار فوقهنّ) (٢).
ومن هذا الباب قالوا : (إنّ الكرسي هو موضع القدمين من العرش ، أو هو العرش الذي يقعد عليه الله ـ تعالى شأنه ـ فلا يفضل منه مقدار أربع أصابع ، وله أطيط كأطيط الرحل الجديد) (٣).
وكثيرة جدّاً إسرائيليات كعب الأحبار هذا ، ولا يقلُّ عنه زميله وصديقه وهب بن منبِّه الذي يروي حديثاً في بعض المعاني المتقدّمة في التجسيم ، كقوله : (إنّ السماوات والبحار لفي الهيكل ـ السليماني ـ وإنّ الهيكل لفي الكرسي ، وإنّ قدميه (عزّ وجلّ) لعلى الكرسي ، وقد عاد الكرسي كالنعل في
__________________
١ ـ سير أعلام النبلاء ٣ ص ٤٨٩.
٢ ـ المصدر نفسه.
٣ ـ ابن تيمية ، حياته وعقائده ص ١٢٢.