يشين أو يسيء للآخرين ، وهذا يجعلك في حالة مراقبة دائمة لنفسك وتصرّفاتك ، وحتى كلماتك يجب أن تكون موزونة بميزان الذهب.
ويُروى عن الإمام عليهالسلام شعراً بهذا المعنى :
أفلحَ عبدٌ كُشف |
|
الغطاءُ عنهُ ففطن |
||
وقرّ عيناً مَنْ رأى |
|
أنّ البلاءَ في اللسن |
||
فما زنَ ألفاظه في |
|
كلّ وقتٍ ووزن |
||
وخافَ من لسانه |
|
غرباً حديداً فخزن (١) |
||
فالعبد المفلح : هو الذي رفع الستار عن عينيه وبصيرته ، فعلم أنّ آفات اللسان هي أشدّ فتكاً من مخاطبة السنان بالإنسان ؛ ولذا وزن ألفاظه ، فلم يتحدّث إلاّ بذكر الله سبحانه ، أو ما ينفعه ويعينه ، وخزنه بين لحييه في غير هذه الموارد القليلة.
والحديث يطول في المقام التربوي للإمام الحسين عليهالسلام ، وسنعيد الكلام عند الحديث عن نفسه القدسية بإذن الله ، ولكن قبل أن أتجاوز أخي الكريم ، إليك هذه الحادثة النادرة التي تعبّر عن عظمة سيّد شباب أهل الجنّة ، ومدى تقديره لأهل العلم والأدب.
تقديره لأهل العلم والأدب
يُقال : إنّ أعرابياً جاء الحسين بن علي عليهالسلام وقال : يابن رسول الله ، قد
__________________
١ ـ قصيدة في كشف الغمّة ٢ ص ٢١٢ ، راجع كلمة الإمام الحسين ـ للشهيد السيد حسن الشيرازي ص ٣٣١.