أقولُ إلاّ قول ربّي تبارك وتعالى ، وإنّ الذي أقولُ لَمِنَ الله أنزله فيك» (١).
إنّ هذا الحديث الذي يرويه الإمام الحسين عليهالسلام عن جدّه صلىاللهعليهوآله بحقّ أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام ليس حديث فكاهة ورواية عابرة ، بل هو حديث ولاء ودين يُدان به بين يدي الله عزّ وجلّ. والذي يُلفت النظر ليس الحديث فقط ، بل الأدب العظيم ، والخُلق العالي ، والاحترام الكبير الذي كان يتعامل به الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله مع وصيه وابن عمّه الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، هذا الإمام العظيم الذي تجرّأ عليه الوهابيّة ، لا سيما شيخهم ابن تيميّة وغيره كما سنوضّح فيما بعد بإذن الله.
الحسين عليهالسلام وعلوم القرآن
إنّ ميزة العلم هي الميزة الأساسية للدين الإسلامي ، وبالتالي لقادة المسلمين الربّانيين وأئمّة الدين (سلام الله عليهم أجمعين) ، وإنّ أشرف العلوم علم القرآن الكريم.
والقرآن عند الإمام الحسين عليهالسلام فيه أربعة أشياء ، كما كان يقول (سلام الله عليه) :
«كتابُ الله عزّ وجلّ على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق. فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق
__________________
١ ـ كلمة الإمام الحسين ص ٤٨ ـ ٤٩.