أمّا الإمام الحسن السبط المجتبى عليهالسلام فإنّه دفع الحكومة والإمارة كلّها لمعاوية حقناً لدماء المسلمين ، ولوحدتهم وحفظ كلمتهم ، فهو رمز الوحدة والجماعة إلى هذا اليوم.
قدّمنا هذه المقدّمات ؛ لنصل إلى شواطئ النور لبحر الحسين السبط عليهالسلام سيّد الشهداء ، وسيّد شباب أهل الجنّة الذي قتلته هذه الأُمّة ظلماً وعدواناً ، وجرأة على الله ورسوله ما بعدها جرأة ، ولكن كيف ، ولماذا؟!
الحسين عليهالسلام ورسالة السّلام والإصلاح
طال البحث حول حركة الإمام الحسين عليهالسلام ، فهل هي ثورة حقيقيّة كان الهدف منها قلب نظام الحكم في الدولة الإسلاميّة ، والسيطرة بالتالي على مقاليد الأمور السلطويّة؟ أم إنّها كانت نهضة شعبيّة محدودة دون تأييد جماهيري ؛ ولذا أُبيدت؟
أم إنّها كانت حركة إصلاحيّة سلميّة جوبهت بقسوة عجيبة ، وعنف غريب لم يسجّل التاريخ له مثيلاً؟!
إنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان ابن الإسلام البار ، بل أصل الإسلام الحقيقي في عصره ، وهو الذي يُعطي الشرعيّة للحكومة التي تحكم باسم الإسلام ، وإذا لم يعطِ الشرعيّة (بالبيعة) فهذا يعني أنّ الحكومة غير معترف بها دينيّاً وعقائديّاً ، فهي تسير إلى الفشل بلا شك.
الإمام الحسين عليهالسلام ومنذ اليوم الأوّل كان يردّ الاعتداء والعنف عن نفسه ، وذلك حين دخل دار الإمارة وحاولوا أن يضربوا عنقه ، كما أشار مروان بن