الجنّة بغير حساب ، كأنّ وجوههم القمر ليلة البدر» (١).
وعنه (صلوات الله عليه وآله) : «مقبرتان تضيئان لأهل السماء كما تضيء الشمس والقمر لأهل الدنيا ؛ البقيع بقيع أهل المدينة ، ومقبرة بعسقلان» (٢).
وهناك أحاديث وروايات أُخرى في البقيع لا سيما عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ولكن يجب أن لا يفوتنا هذا الحديث الشريف عن الحسن قال : «أتى النبي صلىاللهعليهوآله على بقيع الغرقد فقام فقال : السّلام عليكم يا أهل القبور ـ ثلاثاً ـ ، لو تعلمون ما الذي نجّاكم الله منه ممّا هو كائن بعدكم!
قال : التفت فقال : هؤلاء خير منكم.
قلنا : يا رسول الله ، إنّما هم إخواننا ، آمنا كما آمنوا ، وأنفقنا كما أنفقوا ، وجاهدنا كما جاهدوا ، وأتوا على أجلهم ونحن ننتظر.
فقال : إنّ هؤلاء قد مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئاً ، وقد أكلتم من أجوركم ، ولا أدري كيف تصنعون بعدي».
يا رسول الله ، تعال واسمع أقوال هؤلاء الوهابيّة ، وانظر إلى أعمالهم التي يندى لها جبين الإنسانيّة ؛ لبشاعتها وفظاظتها.
مَن دُفن في البقيع؟
البقيع مقبرة عظيمة وكبيرة وجليلة القدر ، وفيها ما شاء الله من الأجساد لاُولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. يُقال : إنّ أوّل مَنْ دفن فيها هو
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ٢ ص ٣٠٩.
٢ ـ بحار الأنوار ٢٢ ص ٤٢٢.