وقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (١).
وقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (٢).
وغير ذلك كثير جدّاً في آيات الكتاب الحكيم.
ولكن مَنْ قال لكم أيها الناس أنّ (التوسّل والاستغاثة ، والاستشفاع ، أو طلب الانتفاع) هو شرك أكبر؟
ومَنْ قال أنَّ التماس الشفاعة وتشريك غير الله مع الله وتقديمه بين يدي الدعاء هو شرك بالله العظيم؟!
ومَنْ قال أنَّ التوسّل بالأنبياء والصالحين وزيارة قبورهم والنذر لهم حبّاً لهم وتقرباً إلى الله بذلك ، هو من الشرك الكبير الذي يخرج صاحبه من الدين ، ويُستباح دمه ويحلّ لكم قتله؟!
١ ـ شرعية التوسّل :
إنَّ التوسّل إلى الله ليس بالأمر المندوب فقط ، بل هو من الواجبات العقلية والنقلية في الشريعة الإسلاميّة ؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (٣) ، وقال سبحانه : (اُولئك الَّذِينَ يَدْعُونَ
__________________
١ ـ سورة العنكبوت : الآية ٦١.
٢ ـ سورة العنكبوت : الآية ٦٣.
٣ ـ سورة المائدة : الآية ٣٥.