هذا الباب : «صاحبُ الحاجَةِ لَمْ يُكرِمْ وجْهَهُ عَنْ سُؤالِكَ ، فَأكرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ» (١).
وبهذا الأسلوب وهذه الطريقة أكرم الأعرابي أيّما إكرام حين عرَّف فضله وعلمه على الملأ ، وصار حديثه وقصّته من تراث وسنّة الإمام الحسين عليهالسلام ، وكفاه فخراً ، ومن ناحية أُخرى فإنّه أخذ المال عن استحقاق ؛ لأنّه عرف الأسئلة الثلاثة ، وهذا أيضاً درس من الإمام بأن نجعل كلّ أمورنا علميّاً وثقافيّاً ؛ لكي يُقدّر الإنسان بقدر علمه ، ومستواه الثقافي والإيماني والروحي.
عطاء المعروف بقدر المعرفة
وهذه حادثة ورواية أُخرى عن الإمام الحسين عليهالسلام ، ربما تكون أجمل وأكمل من الأولى ، أنقلها لك عزيزي القارئ ؛ حتّى لا تظنّ أن القصّة واحدة أو الرواية يتيمة.
روي أنّ أعرابياً من البادية قصد الإمام الحسين عليهالسلام فسلَّم عليه فرَّد عليهالسلام وقال : «يا أعرابِيُّ ، فيمَ قَصَدْتَنا؟».
قال : قصدتك في دية مسلّمة إلى أهلها.
قال عليهالسلام : «أقَصدْتَ أحَداً قَبْلي؟».
قال : قصدت عتبة بن أبي سفيان فأعطاني خمسين ديناراً فرددتها عليه ، وقلت له : لأقصدنَّ مَنْ هو خير منك وأكرم. قال عتبة : ومَنْ هو خير منّي
__________________
١ ـ كشف الغمة ٢ ص ٢٠٨ ، الكلمة ص ١٢٣.