فالإسلام دين الله الخاتم الذي نظّم الحياة كلّها بحكمة بالغة ؛ لأنّه من حكيم خبير بصير ، ولذا تراه وضع المرأة في مكانتها الصحيحة في الحياة الاجتماعيّة الإسلاميّة ، وما دعاة التحرّر أو المنادون بحريّة المرأة في هذا العصر الأغبر إلاّ ثلّة من الأفّاكين والمحتالين الذين يطالبون بتجريد المرأة من كلّ كرامة وقداسة ؛ لتكون لعبة جميلة بين أيديهم وأرجلهم ، ولا همَّ لهم إلاّ جسدها وجمالها ، فتراهم يستخدمونها لشهواتهم الخسيسة الدنيئة ، ثمّ يلقونها كأتفه سلعة بالية يستخدمونها.
فلكلّ مَنْ ينادي بحقوق المرأة في العالم نقول : ادرس الإسلام وقوانين وتشريعات الإسلام في هذا الباب ؛ فإنّك ستجد أنّه أعطاها كامل حقوقها ، ونظَّم لها حياتها ، وحفظها من كلّ أذى حتّى العيون الطامحة أو النفوس الطامعة ، ووضعها في مكانها الذي خلقها الله له ، كأساس ومدير لأعظم لبنة في المجتمع ، ألا وهي الأسرة.
الحسين عليهالسلام وبطلة كربلاء زينب عليهاالسلام
وإذا يمّمنا بنظرنا إلى ما نحن بصدده ، واتّجهنا بأرواحنا وعيوننا إلى أرض الطفوف ومَنْ عليها ، فإنّنا سنجد أنّ النساء كنَّ مرافقات للرجال ومساويات لهم ؛ لأنّ فيهنّ السيّدة العظيمة الجليلة زينب الكبرى (سلام الله عليها) شقيقة القائد الأعلى الإمام الحسين عليهالسلام ، وفيهنّ زوجته الرباب ، وابنته سكينة ، وكذلك زوجات الأبطال والمقاتلين وحتى العبيد والإماء.
فللمرأة حضور عظيم جدّاً في كربلاء ، حتّى إنّ معظم الخطباء والعلماء الأجلاّء يذهبون إلى أنّ وجود المرأة في كربلاء كان ضرورة لبقاء المسيرة