وأنّه ليس في الإسلام شيء اسمه محمد بن عبد الوهاب ، إلاّ هذا الذي جاء بعد ألف ومئتي عام ليقول لنا : إنّ الإسلام غير صحيح ، والأُمّة الإسلاميّة كافرة ومشركة وضالة ، لا تقول بالتوحيد فحلال دمها ومالها وعرضها!
وهكذا كان الشاب طيلة الجلسة حائراً في نفسه ، مرتبكاً ممّا يسمعه ، ومتفاجئاً من أحاديثنا وكأنّه يسمع بها لأوّل مرّة ، فخرج من عندنا مع صاحبه وهو على حيرة ودهشة بعد أن شكرنا على الحديث ، وودّعنا مصحوباً بالسّلامة.
٥ ـ لحيتك ليست طويلة وثوبك ليس بقصير!
إنّ من أكبر نعم المولى علينا هي نعمة الإسلام الكامل بالولاية العظمى ، وعصرنا هذا عصر العلم والتكنولوجيا والطباعة والنشر ، فالحقائق تظهر على الملأ ، وكتب الحقّ تُطبع وتُنشر في كلّ زمان ومكان ؛ إمّا بالورق ، أو على الإنترنت ، أو البريد الإلكتروني وغير ذلك ، وهذه نعمة كذلك.
ولذا راح العديد من الناس ، لا سيما العلماء وأساتذة الجامعات والمتنورون يقرؤون عن أهل البيت عليهمالسلام ، فيرون أنّ الحقّ معهم ومنهم وإليهم ، فيعلنون انضمامهم إلى الركب المبارك ويركبون سفينة النجاة.
فالحقّ أبلج ، والحق أحقّ أن يتّبع ، ولكن مَنْ يتمسّك بالحقّ فذاك هو السعيد حقّاً. وفي هذا العقد الأخير (١٤١٥ ـ ١٤٢٥ هجرية) ازداد الدخول في مذهب أهل البيت عليهمالسلام زيادة ملحوظة ؛ حيث دخل النور إلى قلوبهم فاستضاؤوا بنور العترة الطاهرة ، وهذا كلّه كان ؛ إمّا ببركة أمير المؤمنين عليهالسلام ونهجه ، أو الزهراء ومظلوميّتها ، أو الإمام الحسين وشهادته المفجعة (صلوات الله عليهم). فأهل التهريج والكذب والافتراء كانوا يصفون أتباع أهل البيت عليهمالسلام أوصافاً