كما هو بيِّن في كتاب الله ، النبع القيّم ، والفضائل والتشريعات الإسلاميّة كلّها.
والملفت للنظر هنا أنّ المتتبّع لآيات القرآن الكريم ، سوف يرى أنّه لا يوجد فيها ما يعبّر عن العنف ، أو أيّ مشتقّ من مشتقاته أبداً. وهذا يزيد التأكيد على أنّ الدين الإسلامي يرفض العنف ويدعو إلى السّلام مع الجميع.
هذا وقد تمّ اختبار هذا الشعار على أرض الواقع فأعطى نتائج رائعة حقّاً ، فقد أعطى حضارة كانت وما زالت فخراً للإنسانيّة جمعاء ، بعلومها وآدابها ، وعمرانها رجالاتها ، وتاريخها الناصع كلّه.
النبيّ محمد رسول صلىاللهعليهوآله السّلام
وأمّا رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان خُلقه القرآن ، وحياته تطبيق وتجسيد لآيات وأحكام القرآن الحكيم ، فقد عاش في مكّة أربعين عاماً واسمه الصادق الأمين ، وعندما نزل عليه الوحي المقدّس ، وأُمِر بالتبليغ لرسالة السماء ؛ لكي ينقذ أهل الأرض من الظلام والجهل والتخلّف إلى النور والعلم والحضارة ، راح الجهلاء وأبناء الجاهليّة يرمونه بكلّ ما يمكن أن يُرمى به من كذب ودجل ، وسحر وشعوذة ، وجنون وهوس ، وغيرها الكثير من الألفاظ ، ولم يكتفوا بذلك ، بل كانوا يضربونه ويؤذونه ، بل يرضخونه بالحجارة حتّى أدموا كعبيه وآذوه. وصدق حين قال صلىاللهعليهوآله : «ما أوذي نبيٌ مثلَ ما أوذيت» (١).
حتى إنّهم لم يتركوا شيئاً يمكن أن يؤذوه به إلاّ وفعلوه ؛ من قتل ربيبته ، ومحاولة اغتياله شخصيّاً ولعدّة مرّات ، فاضطروه إلى الالتجاء إلى شعب أبي
__________________
١ ـ موسوعة بحار الأنوار ٣٩ ص ٥٥ ، مناقب آل أبي طالب ٣ ص ٢٤٧.