٧ ـ وحوار آخر بجوار الكعبة :
الحجّ واجب ، وفرض على كلّ مَنْ استطاع إليه سبيلاً ، مرّة واحدة في الحياة كلّها ، وأحد أركان الحجّ الأساسي الطواف بالبيت العتيق. ما أهيب ذاك المكان ، وما أعظم روحانيّته ونورانيّته! إنّه أشبه ما يكون بيوم الحشر والنشر ؛ حيث اجتماع الناس على صعيد واحد ، في مكان واحد ، ولباس واحد ، وتلبية واحدة ، ولا فرق بين غني ولا فقير ، ولا كبير ولا صغير ، الكلّ سواسية.
فترى الحجّاج يطوفون حول البيت العتيق يلبّون ويتضرّعون ، ويضجّون ويعجّون إلى الله عزّ وجلّ ، يهلّلون ويكّبرون ويتوسّلون إلى جناب قدسه ، فمنهم مَنْ يطوف ، وآخر متعلّق بالأستار ، وأخر يلمس الجدران ، ومنهم مَنْ يتبرّك بالأركان الأربعة : (ركن الحجر الأسود ، والركن العراقي ، والركن الشامي ، والركن اليماني). وبعضهم في حِجر إسماعيل عليهالسلام ، وآخرون عند باب المستجار الذي دخلت منه فاطمة بنت أسد ، عندما استجارت بالله فانشق الجدار ودخلت وعاد الجدار إلى وضعه ، فولدت الإمام علياً عليهالسلام في جوف الكعبة وبقيت ثلاثة أيام.
والجميع متعلّق قلبه بالله ، حبّاً وشوقاً وتطلّعاً إلى نفحاته الروحانيّة وأنواره القدسيّة. إنَّ هيبة المكان لا توصف أبداً.
وهنا ، وفي مثل هذا المكان ترى العجب العُجاب ، فالغضب مرتسم على وجوه اُولئك الوهابيّين ، مكشّرين كأنّهم من زبانية جهنم ، يدفعون ويهينون