قولنا (السّلام عليكم) ، والتحيّة بها مستحبّة استحباباً مؤكّداً ، أمّا ردّها فهو واجب شرعاً وعقلاً بمثلها (وعليكم السّلام) ، أو بأحسن منها بأن تزيد (ورحمة الله وبركاته) وما أشبه ذلك. وهي سواء للزائر الداخل ، أو للمودّع الخارج ، فالتحيّة هي السّلام (١).
والسَّلام : هو علامة انتهاء الصلاة والخروج من الحضرة المقدّسة لله تعالى ، والتي تدخلها بتكبيرة الإحرام استئذاناً ، فلا بدّ من السّلام عند الانتهاء والخروج ، فتسلّم على الوسيلة إلى الله وهو الرسول وآله الأطهار عليهمالسلام. وتسلّم على نفسك تحيّة من الله مباركة طيّبة ، وتسلّم على الملأِ الملائكي والإيماني من حولك ؛ ليكون كلّ ما أنت فيه سلاماً وهدوءاً واطمئناناً ، فالسّلام بالنسبة للإسلام هدف استراتيجي حضاري (٢).
القرآن الكريم وحقيقة السّلام
وردت هذه الكلمة (سلم) ومشتقاتها المختلفة أكثر من (٨٠) مرّة في القرآن الكريم ، وذلك بألفاظ عدّة (٢٦ لفظاً) أكثرها هي : سلام ، سلاماً ، أسلم ، السلم.
كما إنّه وردت مادة الإسلام ومشتقاته أكثر من (٥٧) مرّة في الكتاب الكريم. والإسلام هو مشتق وباب من أبواب السّلام كما هو معروف.
فالطرح الإسلامي لهذا الشعار نابع من صميمه العقيدي ، وأصوله الفكريّة
__________________
١ ـ السبيل إلى إنهاض المسلمين ص ١٤٣.
٢ ـ للتفصيل راجع موسوعة الفقه ص السلم والسّلام.