تتّسعوا اتهموه ووصفوه بالبخل أو القصور والتقصير وغير ذلك ـ والعياذ بالله ـ ، وليس عليهم إلاّ أن يلتفتوا إلى قدرهم وصغر حجمهم.
الحب في الله لأبي عبد الله عليهالسلام
من الواجب علينا أن نتعبأ من المودّة والحبّ لأهل البيت عليهمالسلام ليس أكثر ، فأحبَّ اُولئك الأنوار لله تعالى ولوجه الله الحقّ ، ولذواتهم المقدّسة ؛ لأنّك مفطور على هذا الحبّ ، ومأمور بتلك المودّة.
يروى أنّه وفد إلى الإمام الحسين عليهالسلام وفد فقالوا : يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنّ أصحابنا وفدوا إلى معاوية ووفدنا نحن إليك.
فقال عليهالسلام : «إذن أُجيزكم بأكثر ممّا يُجيزهم».
فقالوا : جُعلنا فداك! إنّما جئنا مرتادين لديننا.
قال : فطأطأ رأسه الشريف ونكت في الأرض وأطرق طويلاً ، ثم رفع رأسه فقال : «قصيرةٌ من طويلة ، مَنْ أحبّنا لم يُحبّنا لقرابةٍ بيننا وبينه ، ولا لمعروفٍ أسديناه إليه ، إنّما أحبّنا لله ورسوله ، فمَنْ أحبّنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين ـ وقرن بين سبابتيه ـ» (١).
تأمّل ، إنّها لا تحتاج إلى طويل الشرح وكثير التفريع والتفصيل رغم أنّها تستوعب ذلك ؛ فإنّ الحبّ والوِدّ يجب أن يكون خالصاً مخلصاً لوجه الله وليس لأيّ قرابة نسبيّة أو خدمة دنيويّة ، والفاعل لها فإنّه سيُحشر معهم في يوم
__________________
١ ـ أعلام الدين ص ٤٦٠.