فبتروها ، فكان لديهم مسخ باطل سمّوه ديناً. يتعلّقون بالقشور ويتركون اللباب ، يبهرهم المصباح ولا يسألون عن الكهرباء التي نوّرته ، حتّى إنّ أكابرهم وفي أواخر القرن العشرين أنكروا المسلّمات التي عرفها صبياننا ، ككروية الأرض ودورانها حول نفسها أو حول الشمس.
فهل سمعت بهذا من قبل؟! أو قرأت كهذا في مثل هذا العصر؟
إنّ هذه الأمّة لم تقدّر رسول الله صلىاللهعليهوآله حقّ قدره ، وأمّا هؤلاء فسأدع الحكم عليهم إليك عزيزي القارئ ، وإليك الكلام وبعض أطرافه فقط.
محمد طارش وليس بسيّد!
سيّدنا رسول الله محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين.
كم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا سيّد ولد آدم ولا فخر» (١) كما روته كتب السيرة والسنن؟ ومن البديهي المتعارف أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سيّد البشر من أُمّة ربيعة ومضر ، لا بل من كلّ البشر.
فهو السيّد المطاع ، والقائد المعظّم ، وهذا ما لم يرق لأصحاب الفكر الوهابي السلفي ، فقالوا : لا يجوز إطلاق لفظ السيادة على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
لا بل تجرّأ أحد المتأخّرين إلى القول : إنّه يجوز إطلاق لفظ السيادة على أيّ إنسان إلاّ سيّدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بدعوى أنّ هذا يجرّ إلى عبادته من دون الله تعالى.
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ٢٥ ص ٢٣ ، بحار الأنوار ٩ ص ٢٩٤.