مكّة المكرّمة بين المسلمين الأوائل ، وفي المدينة بين المهاجرين والأنصار ، فكانت حركة مباركة لم يشهدها تاريخ الإنسان من قبل الإسلام ولا من بعده.
وما أحوجنا في هذا العصر إلى هذه الأُخوّة ؛ لأنّه لو تكوّنت الأُمّة الإسلاميّة من جديد ، وعادت الأُخوّة الإسلاميّة على ما كانت عليه ، وغدت الأُمّة تحت قيادة رشيدة منيعة ، كقيادة رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمكن تخليص العالم من ويلاته ، وصياغة العالم صياغة جديدة يسود فيها كلّ خير ورفاه (١).
تحية السلام في الخلق الحسيني
إنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان ابن الإسلام الحنيف ، والداعي إلى الله ، وقائد الأُمّة في ذلك الزمن ، والإسلام دين الحرية والرفاه والسّلام ، وليس دين الدم والعنف والسيف كما يصوِّره الأعداء في هذه الأيّام.
فالإسلام كلّه سلام وطمأنينة في الدنيا والآخرة ، ولا يمكن للبشريّة أن تنعم بالأمن والاطمئنان إلاّ بالالتزام بقوانين وشرائع الإسلام الحنيف ، ولا يمكن لأحد أن يحقّق السعادة المرجوّة إلاّ تحت رايته المظفّرة.
وأخلاقيّات سبط الحبيب المصطفى وأقواله في هذا الباب لطيفة وجميلة ؛ فإنّه يقول ويفعل ما يقتضيه الموقف الرفيع ، والأخلاق العالية ، ويدعو الأُمّة لإفشاء السّلام فيما بينها ، كما كان يفعل جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله من قبل.
يقول الإمام عليهالسلام : «البخيلُ مَنْ بخِلَ بالسّلام» (٢).
__________________
١ ـ الصياغة الجديدة ص ٤٩٦.
٢ ـ تحف العقول ص ١٧٧ ، موسوعة البحار ٧٨ ص ١٢٠ ح١٨ ، أعيان الشيعة ١ ص ٦٢١.