اليتيم ، ويغني ذا الحاجة ، وقلَّ أنْ وَصَله مال إلاّ وفرَّقه ، وهذه سجيّة الجواد ، وشنشنة الكريم ، وسمة ذي السماحة ، وصفة مَنْ قد حوى مكارم الأخلاق ، فأفعاله المتلوَّة شاهدة له بصفة الكرم ، ناطقة بأنّه متّصف بمحاسن الشيم (١).
ويقول المؤرّخون : أنّه كان يحمل في دجى الليل البهيم الجراب ، يملؤه طعاماً ونقوداً إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين حتّى أثَّر ذلك في ظهره الشريف ، وكان يُحمل إليه المتاع الكثير فلا يقوم حتّى يهب عامَّته (٢).
زيارته للمرضى وقضاء الدين
ويروى أنّه مرض أُسامة بن زيد مرضاً شديداً ، فعاده الإمام الحسين عليهالسلام ، فلمّا استقرَّ به المجلس سمع أُسامة يقول : واغمَّاه.
فقال له الإمام عليهالسلام : «وما غمُّكَ يا أخي؟».
قال : ديني ، وهو ستون ألف درهم.
فقال عليهالسلام : «هُوَ عليَّ».
قال : إنّي أخشى أن أموت.
فقال الإمام عليهالسلام : «لَنْ تموتَ حتّى أقضيها عنكَ» (٣).
وبادر الإمام عليهالسلام فقضاها عنه قبل موته ، غاضّاً طرفه مع أنّ أُسامة كان من
__________________
١ ـ حياة الإمام الحسين بن علي ١ ص ١٢٨.
٢ ـ ريحانة الرسول ص ٧١.
٣ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٤ ص ٦٥.