علي لم تكن مسألة مزاج أو مساومة ، وأنّه كان رجلاً يؤمن أقوى الإيمان بأحكام الإسلام ، ويعتقد أشدّ الاعتقاد أنّ تعطيل حدود الدين هو أكبر بلاء يحيق به وبأهله وبالأُمّة قاطبةً في حاضرها ومصيرها ؛ لأنّه مسلم ولأنّه سبط محمد ، فمَنْ كان إسلامه هداية نفس ، فالإسلام عند الحسين هداية في نفس وشرف بيت (١).
ولكنّ السلفية لا ترى الإسلام هداية نفس ، ولا يعتقدون بشرف البيت النبوي ؛ لأنّهم يحاربون أهله لا سيما ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآله.
يزيد عند ابن تيميّة
ولابن تيميّة فلسفة خاصّة بالنسبة لأميره يزيد بن معاوية ؛ فإنّه المدافع العنيد عن سيّده يزيد ، ولا شيء يريد من وراء ذلك إلاّ محاربة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم ؛ لأنّ يزيد إمام ذو سلطان ، وابن تيمية يعتقد بإمامة كلّ مَنْ ركب كرسي السلطنة والإمارة.
ومن المعروف أنّ يزيد متهتّك فاجر على المستوى الشخصي قبل أن يتسلّط على هذه الأُمّة بسلطان والده معاوية الذي اعتبر المدافعون عنه أنّ يزيد أحد أهم مخازيه الموبقة ، مقرونة بحربه لأمير المؤمنين علي عليهالسلام وقتله لحجر بن عدي وأصحابه الشهداء.
فيزيد أُمّه ميسون الكلبيّة النصرانيّة التي لم تتحدّث كتب التاريخ أنّها أسلمت ، بل تحدّث التاريخ على تربية ولدها يزيد على أخلاقها وعادات أهلها
__________________
١ ـ أبو الشهداء الحسين بن علي ص ١١٥.