واللافت للنظر أنّ أوّل مَنْ بنى على القبور للأئمّة الأربعة عليهمالسلام في البقيع هو مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد بن موسى الماردستاني القمّي ، من وزراء السلطان السلجوقي وذلك سنة ٤٨٨ هـ.
ثمّ قام بترميمها وتحسينها الخليفة العباسي الناصر لدين الله بن المستضيء بالله في سنة (٥٦٠ هـ) ، وهناك وصوفات كثيرة للمنائر والقباب الشامخة التي كانت تملأ أرض البقيع ، لا سيما الأئمّة الأربعة (صلوات الله عليهم) (١).
البقيع قبل الزلزال
وأمّا البقيع فهو خارج سور المدينة ومحاذٍ للروضة المشرّفة ، ما بين الجنوب والمشرق ، وفيه القبور المنوّرة الأربعة للأئمّة الكرام عليهمالسلام ، أعني : أبا محمد الحسن المجتبى ، وعلي بن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي باقر العلوم ، وجعفر بن محمد الصادق القول (صلوات الله وسلامه عليهم) ، وتُزار فاطمة عليهاالسلام في قبّتهم ممّا يلي وجه ولدها من القبلة.
وفي تلك القبّة المنوّرة مدفن العباس عمّ النبي صلىاللهعليهوآله ، وخارج القبّة بفاصله قليلة من طرف (نجم) سهيل ، قبّة هي القبّة التي يُقال أنّها مبنيّة على بيت الأحزان ، وكانت فاطمة عليهاالسلام تخرج إليه وتبكي على أبيها فيه.
وتشتمل مقبرة البقيع على قباب كثيرة مثل : قباب أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، وبنات النبي صلىاللهعليهوآله ، وأولاد النبي صلىاللهعليهوآله ، ومرضعته حليمة السعدية ، وفاطمة بنت
__________________
١ ـ إذا أحببت التفصيل راجع الكتب التي تحدّثت عن تلك الآثار الطاهرة ومنها (موسوعة العتبات المقدّسة).