مال ؛ لأنّها تلحظ جوانب الكرامة والمعنويّة في الإنسان. فالإنسان «إمّا أخٌ لك في الدين ، أو نظيرٌ لك في الخَلق» (١) ، كما يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في عهده لمالك الأشتر حين ولاّه مصر.
فهذا الأخ إن كان صالحاً عاملك بإنسانيّة وأخلاق إسلاميّة فنفعك ونفع نفسه منك وبك ، وإن كان فاسداً فيجب أن تبعده عنك قدر المستطاع ، ولكن إن كان أحمقاً يضرّك من حيث يريد أن ينفعك ، فابتعد عنه ؛ لئلاّ يرديك في المهالك.
ولكن إذا ظفرت بأخٍ كريم ، وصديق حميم ، وهؤلاء أندر من الكبريت الأحمر فعليك أن تلزمه ، وتعضّ عليه بالنواجذ ، وحتى يتحقّق ذلك فيجب أن تُراعي حقوق الأخوّة فيما بينك وبينه. تلك الحقوق التي حدّدها الإمام الحسين عليهالسلام بقوله : «لولا التقيّة ما عُرف وليّنا من عدوّنا ، ولولا معرفة حقوق الإخوان ما عُرف من السيئات شيءٌ إلاّ عوقب على جميعها» (٢).
قضاء حوائج المؤمنين
ومعرفة المؤمن والسعي في قضاء حوائجه هو عند الإمام الحسين عليهالسلام في أعلى المراتب في الدنيا والآخرة ، وتنقل بعض الروايات الكاشفة عن مدى اهتمام الإمام عليهالسلام بقضاء حوائج المؤمنين :
عن ابن مهران قال : كنتُ جالساً عند مولاي الحسين بن علي عليهماالسلام ، فأتاه رجل ، فقال : يابن رسول الله ، إنَّ فلاناً له عليَّ مال ويريد أن يحبسني
__________________
١ ـ نهج البلاغة ـ باب رسائل أمير المؤمنين.
٢ ـ تفسير الإمام العسكري عليهالسلام ص ٣٢١ ، ح١٦٥ ، موسوعة البحار ٧٥ ص ٤١٥.