ولكن يبقى السؤال كيف؟
إنّها المسألة التي يجب التفكير بها
مليّاً ، وعقد المؤتمرات والندوات ، وتأليف الكتب والمطبوعات ، والدوريات والنشرات
، بالسلب والإيجاب.
إيجاباً : ببيان حقائق الدين وشريعة
سيّد المرسلين الحقّة.
سلباً : توضيح العقائد الباطلة ، والبدع
الضالّة التي جاء بها بعض الرجال من أمثال ابن تيمية وابن عبد الوهاب والألباني ، ومن
سار على منهجهم ، ونسج على منوالهم.
وأرى أنّ الحلّ يجب أن يكون على كلّ
المستويات التكتيكية الآنيّة ، والاستراتيجية البعيدة الأجل ، وبتضافر الجهود
المخلصة لإنقاذ هؤلاء البشر ممّا هم فيه من تيهٍ وانحراف ، وذلك يتم باتّجاهين :
١
ـ عقائدي : يقوم به رجال الدين الإسلامي بكلّ
طوائفهم للدفاع عن عقائد الإسلام الحقّة ؛ لأنّهم جميعاً متّهمون بالكفر والشرك
والخروج من الملّة ، دون فرق بين شيخ كبير وطفل صغير.
٢
ـ سياسي : فالمصيبة الكبرى انطلقت من أحضان
السياسة ؛ لأنّها أوحت بهذه الأفكار إلى محمد بن عبد الوهاب ، ومَنْ قبله ومَنْ
بعده الذي اعتنقها وراح يدعو إليها ، ويبحث عن مؤيّدين لها وداعمين لها ، حتّى وجد
ضالته في رجل طامح يتطلّع إلى بناء دولة ، وزعامة كبرى في الجزيرة العربية ، فتحالف
معه لوصول كلّ منهما إلى هدفه ، وهذا الذي حصل في بدايات القرن الماضي.