والمعالجة السياسيّة تكون ذات تأثير أكبر ، واستجابة من الجماهير أسرع وأوسع ، فلولا دعم الحكومات ورجال الأعمال ، وصرف المليارات من الدولارات على نشر الدعوة الوهابيّة ، لكانت قد اندثرت وانمحت بموته وذهابه إلى ربّه محمّلاً بكل هذه الأوزار.
وللحقّ نقول : إنّ ما حصل في عاشوراء الدامي ضدّ المسلمين الشيعة ؛ سواء كان في العراق ، أو في باكستان ، أو في أفغانستان ، أو سائر البلدان من قبل ، إنّما حصل بسبب تلك النظرة العدوانيّة من قبل طرف ضدّ الطرف الآخر.
فالوهابيّون يرون في الإنسان الشيعي سرطاناً في الجسد الإسلامي (والعياذ بالله) ، يقدّمونه على أنّه عدوّ للإسلام والشريعة المحمديّة. فكم من فتوى ضجّت بها كتب الطوائف الأُخرى في استباحة دماء الشيعة (كما تقدّم بعضها من قبل)! وكم من مكتبات ضخمة في دول الطوق العراقي قد أُسّست لغرض طمس الهوية الشيعية ، وملاحقة المسلمين الشيعة أينما ذهبوا؟!
وكم شخصاً من أتباع الفكر التكفيري قد أفتى بوجوب الجنّة لِمَنْ يقتل شيعيّاً؟!
وبناءً عليه ، فيجب إجراء تصحيح عام وشامل لكلّ هذه الدعوات التكفيرية ، ومراجعة دقيقة لكلّ العقائد المنحرفة لهذه الجماعة ، بمساندة الحكّام والحكومات والدوائر الرسمية في جميع البلدان الإسلاميّة والمنظمات العالميّة ، وبعقد المؤتمرات والندوات لمعالجة هذه القضية.
وما يتوجّب على علماء الطوائف الأُخرى ، وأصحاب القرار السياسي ، هو اجتثاث تلك الفتاوى السخيفة التي سبّبت تصدّعاً وشقّاً كبيراً في الأُمّة