فأين الخوف من الله تعالى؟ وأين الحياء من رسوله الكريم (عليه الصلاة والسّلام)؟!
٣٢ ـ حاولتم ولا زلتم تحاولون ، وجعلتم دأبكم هدم البقيّة الباقية من آثار رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ألا وهي البقعة الشريفة التي ولد فيها والتي هُدّمت ، ثمّ جُعلت سوقاً للبهائم ، ثمّ حوّلها بالحيلة الصالحون إلى مكتبة هي : (مكتبة مكة المكّرمة) ، فصرتم ترمون المكان بعيون الشرّ والتهديد ، والانتقام وتتربصون به الدوائر ، وطالبتم صراحة بهدمه واستعديتم السلطة وحرّضتموها على ذلك ، بعد اتخاذ قرار بذلك من هيئة كبار علمائكم قبل سنوات قليلة ، (وعندي شريط صريح بذلك). فيا سوء الأدب ، وقلّة الوفاء لهذا النبيّ الكريم الذي أخرجنا الله به وإيّاكم والأجداد من الظلمات إلى النور! ويا قلّة الحياء منه يوم الورود على حوضه الشريف! ويا بؤس وشقاء فرقة تكره نبيّها ؛ سواء بالقول أو بالعمل ، وتحقّره وتسعى لمحو آثاره! والله تعالى يقول لنا : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) (١).
والله تعالى يقول ممتنّاً على بني إسرائيل بطالوت وموسى وهارون : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢).
وقال المفسرون : إنّ البقية المذكورة هي عصا موسى ونعلاه و ... الخ.
__________________
١ ـ سورة البقرة : الآية ١٢٥.
٢ ـ سورة البقرة : الآية ٢٤٨.