واقرؤوا إن شئتم الأحاديث الصحيحة الواردة فيما يتعلق بآثار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واهتمام الصحابة بها المذكورة في ثنايا أبواب صحيح البخاري ، ففيه الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وفيه الغنية لقوم يعقلون ويتدبرون.
٣٣ ـ ضيّقتم ثمّ أوصدتم وأقفلتم باب النصيحة من المسلمين لأئمّتهم وحكّامهم ، وأفتيتم بمعصية مَنْ يخالف ذلك ، وعاديتموه في الوقت الذي فيه المسلمون وحكّامهم بأمسِّ الحاجة إلى الوعظ والنصيحة بالحسنى ، وصلّى الله تعالى على القائل : «الدين النصيحة». قلنا لِمَنْ؟ قال : «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم» (١).
٣٤ ـ منعتم الدروس إلاّ دروسكم ، والمذاهب إلاّ مذهبكم ، والوعظ إلاّ وعظكم ، والدعاة إلاّ دعاتكم ، فعتطّلت مجالس العلم ، ودرست محافل الوعظ ، وخوت حلقات القرآن ، واستخفت مجالس الذكر ، فماذا غداّ أنتم لربّكم قائلون ، يوم يقول : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) (٢)؟
٣٥ ـ أنشأتم جامعة في المدينة المنوّرة سمّيتموها (الجامعة الإسلاميّة) بجوار سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله ، فهرع الناس والعلماء إليها بفلذّات أكبادهم وأبنائهم مسرعين فرحين ؛ لينهلوا من هذا المنبع ، ظانّين أنّها ستزيدهم محبّة واتّباعاً لحبيبهم صلىاللهعليهوآله وآله الطيّبين وأصحابه والتابعين ، فإذا بكم تدرّسونهم كيف يجافونه ويجافونهم أجمعين. وتجعلون الطلاب على بعضهم يتجسسون ؛ لينقلوا إليكم أسماء وأخبار مَنْ سمّيتموهم (القبوريّين) الذين يكثرون الزيارة والسّلام على
__________________
١ ـ رواه مسلم في صحيحه ١ ص ٧٤ ح ٥٥ وقد تقدّم.
٢ ـ سورة الصافات : الآية ٢٤.