أمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (١).
كما ترى عزيزي الكريم أنّ الآية تثبت كلا الأمرين : بناء القبور ، واتّخاذها مساجد.
١ ـ ابنوا عليهم بنياناً ، أي مشهداً وبناءً عالياً ؛ ليُعرف ويُزار من قبل الغير.
٢ ـ لنتّخذنّ عليهم مسجداً ، وهذا أمر واضح ببناء مسجد في ذاك المكان ، (وعليهم) واضحة للبيان على أنّ المسجد كان عليهم ، أي على قبورهم. فإذا فعل اُولئك المؤمنون الأوائل هذا الفعل وأقرّهم الله سبحانه على عملهم في كتابه الكريم ، فماذا لا يدعونا نعمّر قبور أئمّة المسلمين والعباد الصالحين ؛ لتكون مساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً؟!
والعجيب أنّ الوهابيّة تبني عقيدتها هذه على حديث مضطرب لم تروه كتب الصحاح المعتبرة ، وهو : عن أبي الهياج ، أو أنّ أمير المؤمنين علياً عليهالسلام بعث أبا الهياج وقال له : لأبعثنّك فيما بعثني فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله أن أسوَّي كلّ قبر ، وأن أطمس كلّ صنم (٢).
فهل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يبعث الإمام علياً عليهالسلام ليهدم قبور المسلمين في البقيع وغيره ، أم أنّه كان يبعثه ليدكّ صروح الشرك ، ويهدم أبنية الكفر ، ويكسّر أصنام العرب؟!
__________________
١ ـ سورة الكهف : الآية ٢١.
٢ ـ مسند أحمد ١ ص ٨٩ ح١١١.