وفي رواية البنائي واعظ أهل الحجاز ، عن الإمام الصادق ، عن جدّه أمير المؤمنين عليهماالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال للحسين عليهالسلام : والله ، لتقتلنَّ في أرض العراق وتُدفن بها. فقلت : يا رسول الله ، ما لِمَنْ زار قبورنا ، وعمّرها وتعاهدها؟ فقال : يا أبا الحسن ، إنّ الله جعل قبرك وقبر ولديك من بقاع الجنّة ، وعرصة من عرصاتها ، وإنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه ، وصفوة من عباده تحنّ إليكم ، وتحتمل المذلّة والأذى ، فيعمّرون قبوركم ، ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله تعالى ، ومودّة منهم لرسوله ، اُولئك ـ يا علي ـ المخصَّصون بشفاعتي ، الواردون حوضي ، وهم زوَّاري غداً في الجنّة. يا علي ، مَنْ عمَّر قبوركم وتعاهدها فكأنّما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس» (١).
هذا حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤكّد به على بناء المشاهد ، ورفع المراقد المقدّسة لأهل البيت عليهمالسلام ، فمن أين جاء السلفيّة والوهابيّة بقولهم : أمّا البناء على القبور فممنوع إجماعاً؟!
من أين الإجماع الكاذب وهذه البدعة جاؤوا بها بعد ١٢٠٠ سنة ، ومن سُنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله وعمل أعلام الأُمّة بالبناء على القبور الطاهرة للأولياء وعباد الله الصالحين؟!
وأزيدك أنّ الله سبحانه ذكرها بالتقدير والتعظيم لفاعلها ، هذا غير أنّها من شعائر الدين ، وذلك لما ورد في قصّة أهل الكهف وذلك بقوله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ
__________________
١ ـ موسوعة البحار ١٠٠ ص ١٢٠.