أَجْمَعِينَ) (١).
بالتدبر في هذه الآيات المباركة تجد :
ـ إنّ كتمان الرسالة وبيّنات الهدى يستوجب اللعنة ، ويُستثنى منها التائب توبة نصوحاً لوجه الله تعالى.
ـ إنّ الكفّار والذين ماتوا على الكفر يستحقّون اللعنة كذلك ، ولا توبة لهم.
ولكن اللعنة مِمَّن؟ وهنا الشاهد على كلامي.
١ ـ من الله عزّ وجلّ.
٢ ـ من الملائكة الكرام.
٣ ـ من اللاعنين. وقيل : هم الملائكة ، ولكنّ الواقع أنّهم المؤمنون ؛ لأنّ الملائكة مذكورون.
٤ ـ من الناس. وهم جميع الناس الذين يمكن أن يلعنوا الكفّار ، فلهم ذلك ويؤجرون على عملهم ذاك.
إلاّ أنّه يجب أن لا تخفى عليك هذه المسألة : وهي أنّ اللعنة على الذين يكتمون الآيات من بعد ما عرفوها هي من الله واللاعنين ، أي المؤمنين.
أمّا اللعنة على الكفّار ، لا سيما الميّتون منهم فهي من الله والملائكة والناس أجمعين ؛ لأنّهم أعمّ وأشمل بالكفر من اُولئك الذين يشملهم الصنف الأوّل.
أمّا الذين في الصنف الأوّل فهم أخصّ وألعن ؛ ولذا لا تصيبهم إلاَّ اللعنة المجابة
__________________
١ ـ سورة البقرة : الآية ١٥٩ ـ ١٦١.