نزو القردة ، فأخبر الأُمّة وحذّرها فتنتهم.
وقال بحقّ زعيمهم : «إذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا كرشه ، ولن تفعلوا».
بروايات مختلفة يعلمها المتتبّعون للسيرة النبويّة المباركة.
وقال كذلك : «اللّهمّ العن القائد والسائق والراكب» (١) عندما رأى أبا سفيان يركب على بعير ويزيد يقوده ومعاوية يسوقه.
الثانية : فهي مكانة اللعن واللاعن لِمَنْ يستحقّ اللعن في كتاب الله العزيز.
والمسألة دقيقة وتحتاج إلى تمحيص وتدقيق ، وسأتطرق إليها لأنّها تُهمة شنيعة يلصقها بعض الجهّال بالشيعة ، من أنّهم يسبّون ويلعنون ، وأنّ المؤمن لا يكون لعّاناً.
أقول وبالله العون : إنّ المؤمن حقّ الإيمان يجب أن يكون لعّاناً لأعداء الله وأعداء رسوله الكريم صلىاللهعليهوآله. ولنرى ماذا يقول القرآن الكريم ، وهو كلام ربّ العالمين في هذا الخصوص.
جاء في سورة البقرة المباركة الآيات التالية : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ اُولئك يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ إِلاّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَاُولئك أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ اُولئك عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٣٠ : الآية ٢٩٥ ، الاحتجاج ١ ص ٢٧٤ ، شرح نهج البلاغة ٦ ص ٢٨٨.