وذلك كلّه لطلب الإصلاح لهذه الأُمّة التي عدلت بها بنو أُميّة عن جادة الصّواب إلى السبل الشيطانيّة المختلفة ، وكان التدهور قد وصل إلى أن تسنّم كرسي القيادة العليا مثل يزيد الخارج عن الإسلام ، بل هو إلى دين أُمّه أقرب وإلى طباعهم أنسب.
فأُمّة الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله غدت مهدَّدة بالاضمحلال ، وديانته أصبحت مهدَّدة بالانحلال إذا لم يخرج الحسين مُعلناً الرفض لهذا الحاكم العنيد والطاغية يزيد الذي زاد على كلّ الأعمال الخبيثة التي قام بها أبوه وجدّه من قبل في محاربة الإسلام ورسوله صلىاللهعليهوآله.
ولكنّ المصيبة عند السلفية والوهابيّة تكمن هنا بالضبط ، وبالذّات قول الإمام عليهالسلام : «وأسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب» ؛ لأنّهم لا يريدون لسيرة وسنّة علي بن أبي طالب عليهالسلام أن تكون هي السائدة ، ولا لكلمته أن تكون هي العليا في الحياة الإسلاميّة ، مع أنّ ذلك لأجل الحقّ تعالى ، وهل بعد الحقّ إلاّ الضلال المبين!
وكثيراً ما خطب الإمام الحسين عليهالسلام خلال مسيرته المظفَّرة ووعظ الناس ، ونبّه الأُمّة إلى المخاطر المحدقة بها من حكومة يزيد ، وها هي بعض الكلمات التي قالها الإمام الحسين عليهالسلام أمام جيش يزيد ؛ ليعتذر إلى الله بقيام الحجّة عليهم :
«أيُّها الناس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : مَنْ رأى سُلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً بعهد الله ، مخالفاً لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، يعملُ في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر ما عليه بفعلٍ ولا قولٍ كان حقّاً على الله أن يُدخله مدخله ، ألا وإنّ هؤلاء (بنو أُميّة وأزلامهم) قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ،