المحرّمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يُبايع مثله ، ولكن نُصبح وتُصبحون ، وننظرُ وتنظرون أيُّنا أحقُّ بالخلافة والبيعة» (١).
هذا هو البيان النهضوي الأوّل وفيه : رفض البيعة لمثل يزيد الفاسق الفاجر.
والإمام السبط الشهيد عندما أراد الخروج من المدينة قاصداً مكة المكرّمة في أيّام الحجّ ، كتب وصيته لأخيه محمد بن الحنفية ، ويا لها من وصية نورانيّة رائعة يقول فيها عليهالسلام : «وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مُفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي ، أُريدُ أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب ، فمَنْ قبلني بقبول الحقِّ فالله أولى بالحقّ ، ومَنْ ردَّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين» (٢).
فالإمام الحسين عليهالسلام خرج على يزيد ليس لأنّه حاكم الدولة الإسلاميّة ، لا بل لأنّه فاسق فاجر ، ولا يمكن أن يكون مثلُه حاكماً للمسلمين ؛ لأنّه بعيد كلّ البعد عن الإسلام وعن أخلاقيّاته وعقائده السمحة.
ولم يخرج نزهة بسبب الترف والرفاهيّة ، ولا طمعاً في الحكم والرئاسة ، بل كان الهدف سامياً ، والغاية نبيلة ، والمطلوب عمل دؤوب ودماء زاكيات تسيل ، وأجساد طاهرة تُقطّع ، وستور وخدور تُنتهك.
__________________
١ ـ مقتل الحسين ـ للمقرّم ص ١٣١ ، مثير الأحزان ص ٢٤ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ١ ص ١٨٤ ، الفتوح ٥ ص ١٤.
٢ ـ مقتل الحسين ـ للمقرّم ص ١٣٩ ، العوالم ص ٥٤ ، مقتل الخوارزمي ١ ص ١٨٨ ، المناقب ٤ ص ٨٩ ، الفتوح ٥ ص ٢٣.