تجعل من الإمام عليهالسلام : «مصباح هدى وسفينة نجاة» (١) و (سيّد شباب أهل الجنّة) (٢) و (ريحانة الرسول صلىاللهعليهوآله وقرّة عين البتول) (٣) و (الإمام إن قام وإن قعد).
وقد تقدّم في القسم الأوّل ـ المناقب والأخلاق الحسينيّة ـ بعض الإشارات التي لاحت لنا من نوره الوضّاء ، واستطعنا أن نستفيد منها لا سيما ما يتعلّق بالأخلاق والقيم الإنسانيّة الإسلاميّة التي مثّلها الإمام عليهالسلام بشخصه الكريم في حياة المسلمين على أرض الواقع.
وأهل الإنصاف من كلِّ نِحلة ودين ودنيا عندما يقرؤون عن الحسين بن علي عليهالسلام ، وما جرى عليه من مصائب وأهوال حتّى قُتل شهيداً مظلوماً سعيداً ، راضياً مرضيّاً عند الله ورسوله ، يتأثّرون بتضحياته الجسام ويتّخذونه قدوة وأسوة.
فكم من مسيحي تأثّر بالإمام الحسين عليهالسلام وكتب عنه الدراسات والمؤلّفات ، كأنطون بارا وسليمان الكتاني ، وغيرهما من علماء النصارى حتّى قال قائلهم : لو أنّ لنا شخصاً كالإمام الحسين عليهالسلام لصنعنا له تمثالاً من ذهب نضعه في مدخل كلّ قرية.
وقال آخر : بل لوضعناه في كلّ بيت ولدعونا الناس إلى المسيحيّة باسم
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٣٦ ص ٢٥ ح٨.
٢ ـ سنن الترمذي ٥ ص ٦٥٦ ح٣٧٦٨ ، باب مناقب الحسن والحسين عليهماالسلام.
٣ ـ كنز العمال ١٢ ص ١١٣ ح٣٤٢٥١ ، ينابيع المودة ص ١٩٣ ، الفصول المهمة ص ١٥٢.