الحسين عليهالسلام المظلوم (١).
وكم من الثوار استفاد من سيرة وسنّة الإمام عليهالسلام في تحرير بلدانهم ، ألم يقل المهاتما غاندي محرّر الهند من الاستعمار البريطاني : (تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر)؟!
وأمّا علماء الإسلام من مختلف المذاهب فإنّ حصر الكتب التي كتبوها عن الإمام السبط الشهيد متعذّر وليس بالمقدور ؛ ذلك لأنّ ما لم يطبع أكثر من المطبوع ، والمجهول منها أكثر من المعلوم ، ورغم كلّ ذلك فإنّ المكتبات تضجّ بالكتب عن سيد الشهداء وأبي الأحرار الحسين بن علي عليهالسلام.
رغم ذلك كلّه ورغم كلّ الآيات التي شملت الإمام عليهالسلام ، والأحاديث التي رويت في الإمام الشهيد ، وأقوال العلماء من كلّ الأديان والأمم وبكلّ لسان ، رغم ذلك كلّه فعند السلفية : أنّه قُتل بسيف جدّه!
نعم ، إنّها فتوى قاضي القضاة لعشرات السنوات ، إنّه شريح القاضي هو الذي أطلق تلك الفتوى ليُرضي سيّده يزيد (لعنة الله عليه) ، ويُغضب الربّ الجليل وسيّد الخلق صلىاللهعليهوآله حين قال : إنّ الحسين قُتل بسيف جدّه.
وكذلك ذهب القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي في كتابه (العواصم من القواصم) إلى أنّ الإمام الحسين عليهالسلام قُتل بسيف جدّه وشريعته (٢). وكم طبع هذا الكتاب ووزّع في الأسواق بالمجان وبلا أثمان ؛ لما فيه من التعصّب المقيت
__________________
١ ـ انظر الحسين في الكفر المسيحي ص ٢٤.
٢ ـ راجع : العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ص ٢٢٩ ، طباعة السلفية ، القاهرة ١٣٧١ هـ.