نقول نعم ، العبادة لله وحده ، ويجب أن تكون خالصة مخلصة لوجهه الكريم دون أيّ شريك ، وهذا ما نستفيده ونتعلّمه من القرآن الكريم ، لا سيما أُمّ الكتاب التي نقرؤها في الصلوات كلّها قائلين : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
وتقديم (إيّاك) على الفعل (نعبدُ) تفيد الحصر كما يقول أهل اللغة والتفسير ، أي أنّنا نقول : نحصر العبادة ، والاستعانة بك يا الله ، فلا نعبد ولا نستعين بأحد إلاّ بك وحدك ، وما على أهل الكفر والإيمان إلاّ التوجّه والبحث في جميع كتب التفسير حول هذه الآية المباركة في سورة الفاتحة.
وهذا ما نقرؤه في سورة الكافرون ، والعشرات من الآيات القرآنية في مختلف السور ، كقوله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ) (١).
وقوله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٢).
وعبادة الله وحده كانت آخر وصايا الأنبياء عليهمالسلام لأبنائهم وذويهم وأُممهم ، كما قصَّ سبحانه وتعالى لنا وصيّة نبيّ الله يعقوب عليهالسلام : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (٣).
تلك هي العبادة المخلصة التي أمر الله بها رسوله الكريم صلىاللهعليهوآله وأُمّته
__________________
١ ـ سورة يوسف : الآية ٤٠.
٢ ـ سورة التوبة : الآية ٣١.
٣ ـ سورة البقرة : الآية ١٣٣.