للعالم الصورة الحقيقية للإسلام الذي صار مشوَّهاً بسبب الأعمال الوهابيّة العنيفة ، فصار الإسلام بنظر العالم يساوي الإرهاب والتخلّف ، والضعف والطمع والجشع إلى اللذّات الدنيوية ، وحتى سفك دماء الأبرياء ، فغدت صورة الإسلام كصور تلك المخلوقات والممسوخات المشوّهة في الأفلام ، بما يُسمّى أفلام الخيال العلمي. فالتصدّي الإعلامي لكشف الشخصيات المزوّرة ، وذوي الاتجاهات العنيفة ، والأفكار الإرهابية المحسوبة على الإسلام والمسلمين ، وتمييزهم أمام الرأي العام العالمي أمر ضروري لا بدَّ منه ، وذلك عبر كلّ وسائل الإعلام القديمة والحديثة ، من كتب وكرّاسات ، ونشرات ومقالات ، ومجلات وصحف ، وإذاعات وتلفزة وغير ذلك ؛ لأنّ الفكر العنيف لا يُقاومه إلاّ الفكر الإسلامي المسالم الصحيح ، والفكر المسالم الصحيح أسرع تقبّلاً في الأوساط الشعبية والجماهيرية من غيره ، لكن بشرط نشره وبثّه على الناس كافة.
سياسة ترويج الصفات
نعم ، إنّ الفكر لا يُقاومه إلاّ الفكر ، والكلمة الباطلة لا تدفعها إلاّ الكلمة الحقّة ، والثقافة الفاسدة لا تردُّها إلاّ الثقافة الصحيحة ، وعلينا أن نعلم أنّ الاستعمار الصليبي لا يكفُّ عن تنفيذ مخطّطاته السيئة تجاه المسلمين ما لم يتَّحدوا ويتآخوا فيما بينهم ، كما إنّه لا يُقصِّر في نشر ثقافة الباطل ، وهو يروَّج للشخصيات الدموية في الأُمّة الإسلاميّة ، وتحكيمها برقاب المسلمين ما لم يحصلوا على وعي ديني وفقه سياسي (١).
__________________
١ ـ من محاضرة للإمام الشيرازي رحمهالله عن صلاح الدين الأيوبي.