وبناءً على ما تقدّم رأيت من واجبي أن أكتب هذه الصفحات لا سيما وأنّ العديد من الإخوة الأعزاء ، والأساتذة الأصدقاء ، والتلاميذ النجباء ، والمعارف والأقرباء ، ومنذ زمن يلحّون عليَّ في كتابة تجاربي المنبريّة ، باعتباري من خدّام منبر الإمام السبط الشهيد الإمام الحسين عليهالسلام.
وبما إنّني أتشرّف بخدمته وآله الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ، وأصعد على أعواد المنابر منذ عشرين عاماً ، وما زلت أتنقّل في معظم دول قارتي آسيا وأوروبا التي ينتشر فيها المسلمون من أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، لا سيما أبناء العراق الجريح الذين كانوا من الشعب الذي لا تغيب عنه الشمس.
كما إنّني من أبناء الحوزة العلميّة درساً وتدريساً ، حيث قضيت كلّ أيّام حياتي منذ أن وعيت في جنباتها المباركة ، وتحت ضلال المرجعيّة الوارفة ، ولكن تحت إلحاحات الضغوط الحياتية ، والانشغال المكثّف بالعمل الإداري في نشر علوم آل البيت عليهمالسلام في سائر البلاد كنت أرفض الكتابة ، ولا حتّى الاهتمام بتسجيل المحاضرات على كاسيت ، أو قرص مضغوط.
لا سيما وإنّني قد أشرفت على طباعة ونشر وتوزيع عشرات الآلاف من الكتب العقائدية الهادفة والمميّزة ، والتي لاقت رواجاً في الأوساط الدينية ؛ لأنّني كنت وما زلت أتطلّع لنشر مذهب أهل البيت عليهمالسلام بالكتاب ، وإعلان مظلوميتهم على المنبر.
فكنت لا أجد وقتاً للتفكير بالكتابة عدا عن التفرّغ لها ، وللبحث حول هذا الطريق الشائك والطويل ، إلاّ إنّه جميل ومبارك ورائع.