كشهداء ، ولكن لا بدَّ للدم الموالي لأهل البيت عليهمالسلام أن يُراق في ذكرى عاشوراء الدامية.
في صبيحة العاشر من المحرّم عام ١٤٢٥ هجرية ، وأنا اُحيي مقتل الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام ، أخبروني بالفاجعة التي حصلت على أرض كربلاء ، نظرت إلى التلفاز وتسمّرت أمام الفضائيات ، والعيون عبرى ، والصدور حرى ، وكأنّ في العين قذى ، وفي الحلق شجى على ما جرى في كربلاء ، وبقيّة الدول الإسلاميّة ، ومساجد شيعة أهل البيت الأطهار عليهمالسلام.
ولكن ما العمل؟ وكيف النجاة من هذه الفتنة العمياء؟!
فكّرت وتدبّرت وتأمّلت في هذه المصائب التي تتوالى علينا من كلّ ناحية ، فرأيت أنّ الأزمة التي نعاني منها هي أزمة أخلاقيّة وحقوقيّة أكثر من أيّ شيء آخر. نعم ، إنّ أزمة عالمنا المعاصر اليوم حسب ما شخَّصه العلماء المختصّون :
١ ـ أزمة أخلاقيّة : لأنّ حضارتنا اليوم بلا أخلاق ، بل صارت المفردات الأخلاقيّة هي عبارة عن رذائل في قاموس الحضارييّن من الغرب إلى الشرق ، كالشرف والكرامة والحياء والعفّة وغيرها.
٢ ـ أزمة حقوقيّة : رغم أنّ العالم المستكبر ينادي ويدير العالم تحت شعار (حقوق الإنسان) ، إلاّ أنّهم يعتبرون حقوقهم وحدهم ولا حقّ لأحد غيرهم ؛ لأنّهم الأقوياء ، وأصحاب النادي النووي في العالم ، وأمّا العالم فلا حقّ له إلاّ أن ينفِّذ ما يُملى عليه من اُولئك الطّغاة.