وعنه عليهالسلام قال : «المؤمنُ أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إذا اشتكى شيءٌ منه وجد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روحٍ واحدة ، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتصالاً بروح الله من اتّصال شعاع الشمس بها» (١).
وفي رواية أُخرى عن الإمام الباقر عليهالسلام : «المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأُمّه ؛ لأنّ الله (عزّ وجلّ) خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى في صُدورهم من ريح الجنّة ؛ فلذلك هم إخوة لأبٍ وأُمّ» (٢).
فهذه الروايات الشريفة المباركة تؤكّد على الأُخوّة الإيمانية بين المؤمنين ، وهي تبيّن سبب هذه الرابطة النورانيّة الروحانيّة التي لم يستطع أن يكتشفها البشر إلى هذا اليوم ، حيث الأجهزة المتطوّرة واللايزر والرنين المغناطيسي ، وغيرها من الأجهزة الطبيّة الدقيقة.
نعم ، وكأنّ الإيمان أبوّة ، والمؤمنون إخوة كما في كتاب الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (٣) ، وهذه العلاقة أشدّ وأقوى من سابقتها ؛ لأنّها ترتبط بالأرواح ، وتلك ترتبط بالأجساد ، ودائماً وأبداً العلاقات الروحيّة أشدّ وأقوى.
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٧٤ ص ٢٦٨ ، الاُصول من الكافي ٢ ص ١٦.
٢ ـ موسوعة البحار ٧٤ ص ٢٦٦ ، الاُصول من الكافي ٢ ص ١٦٦ ، المحاسن ١ ص ١٣٣.
٣ ـ سورة الحجرات : الآية ١٠.