ومن هذا الباب يروون الحديث الوارد عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «يا علي ، أنا وأنت أبوا هذه الأُمّة» (١).
يقسّم الإمام الحسين عليهالسلام الإخوان إلى أربعة ، فيقول : «الإخوان أربعةُ ؛ فأخٌ لك وله ، وأخٌ لك ، وأخٌ عليك ، وأخٌ لا لك ولا له».
فسُئل عن معنى ذلك ، فقال عليهالسلام موضحاً :
«الأخُ الذي هو لك وله فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء ولا يطلب بإخائه موت الإخاء ، فهذا لك وله ؛ لأنّه إذا تمّ الإخاء طابت حياتهما جميعاً ، وإذا دخل الإخاء في حال التناقض بطل جميعاً.
والأخ الذي هو لك فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة ، فلم يطمع في الدنيا إذ رغب في الإخاء ، فهذا متوفّرٌ عليك بكلّيته.
والأخ الذي هو عليك فهو الأخ الذي يتربّص بك الدوائر ، ويُفشي السرائر ، ويكذب عليك بين العشائر ، وينظر في وجهك نظر الحاسد ، فعليه لعنة الواحد.
والأخ الذي لا لك ولا له فهو الذي قد ملأه الله حمقاً فأبعده سُحقاً ، فتراه يؤثر نفسه عليك ، ويطلب شحّاً ما لديك» (٢).
هل عرفت الإخوان؟ وهل تأمّلت في قول المولى أبي عبد الله عليهالسلام في هذا الحديث؟! وهل التفتَّ إلى المغزى الرفيع من هذا الحديث البديع؟!
إنّ الأخوّة ليست كلمات تُقال ، بل هي علاقات إنسانيّة لا تُقدر بثمن ، ولا
__________________
١ ـ ينابيع المودة ص ١٤٦ باب ٤١.
٢ ـ تحف العقول ص ١٧٦ ، مستدرك الوسائل ٩ ص ١٥٣ ح١٠٥٣٢.