عليه وآله ، وعجّ الله تعالى فرجه الشريف). يقول في زيارته المقدّسة : «لأندبنك صباحاً ومساءً ، ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً» (١).
وفي دعاء الندبة نقول : «فعلى الأطايب من أهل بيت محمد وعلي (صلّى الله عليهما وآلهما) فليبكِ الباكون ، وإيّاهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتُذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويضجّ الضاجّون ، ويعجّ العاجّون ، أين الحسن أين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالحٌ بعد صالح ، وصادقٌ بعد صادق» (٢).
وأنت يا عزيزي لا يحقّ لك البكاء فقط ، بل هو واجب عليك لنصرة المولى أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ؛ لأنّه «قتيل العبرة الساكبة» ، أو أنّه عليهالسلام : «عبرة كلّ مؤمن ومؤمنة». جعلنا الله من الباكين عليه في الدنيا والآخرة ، وحشرنا معه تحت لوائه إله الحقّ آمين.
الإمام الحسين عليهالسلام يبكي على أعدائه
وهل تعلم يا أخي الكريم أنّ الإمام الحسين عليهالسلام بكى على أعدائه ؛ لأنّهم سيدخلون النار بسببه ، فهذا عجب عُجاب في عالم البشر ، وقاموس الإنسانيّة؟!
فالإمام الحسين عليهالسلام ، وبعد أن اجتمع على قتاله لا أقل من ثلاثين ألف مقاتل ، وعظهم مراراً وتكراراً ، إلاّ أنّهم لم يفهموا قوله ، وتسابقوا إلى قتاله ، فراح ينظر إليهم وهو يصلح حبائل سيفه ويبكي ، وإذا بسيّدتنا زينب الكبرى ،
__________________
١ ـ مفاتيح الجنان ص زيارة الناحية المقدّسة.
٢ ـ مفاتيح الجنان ص دعاء الندبة.