أُمّ المصائب عليهاالسلام تمرُّ به وهو بتلك الحالة ، فتبادر قائلة : فداك أبي وأُمّي يا أبا عبد الله! أوَ تبكي وأنت بمثل هذا الحال؟
فقال لها عليهالسلام : «يا أُخيّة ، أبكي على هؤلاء الذين سيدخلون النارَ بسببي».
الله أكبر ما أعظمك ، وأجلّ شأنك سيدي ومولاي يا أبا عبد الله ، تبكي على أُمّة اجتمعت لتتقرّب إلى الخليفة الفاسق بسفك دمك ومَنْ معك من الآل والأصحاب الكرام؟!
إنّها الأخلاق الحسينيّة ، وما أعظمها من أخلاق رحمانيّة نورانيّة ، كان يبكي لأنّه كان علَمَ هدايةٍ ورشاد ، والمفروض أنّ الأُمّة تدخل الجنّة معه وليس العكس ، إلاّ أنّ بني أُميّة وشياطين الإنس والجنّ أبوا إلاّ الرذيلة والدنيّة ، وإقحام الأُمّة في الفتنة والضلال في الدنيا ، وفي النار وغضب الجبّار في الآخرة.