فهل نُلام على البكاء يا عقلاء العالم أجمع؟
أو هل يعذر أحد منكم في عدم البكاء أو التباكي على سيد الشهداء عليهالسلام؟
والآن يا عزيزي هل عرفت معنى قول الإمام الحسين عليهالسلام : «أنا قتيلُ العبرة»؟
بل هناك مقاصد أُخرى هي :
أ ـ إحياء الشريعة الإسلاميّة وحفظها على مدى الأيام ، وتعاقب الأجيال الإسلاميّة.
ب ـ تقويم الاعوجاج الذي يُصيب المسيرة الإسلاميّة ؛ ليكون الإمام الحسين عليهالسلام هو قطب دائرة الرحى في ذلك ، وبالتالي نشر الصلاح بين أفراد الأُمّة اقتداء بالروح والأخلاق الحسينيّة الفاضلة.
وهذا التعريف لتأكيد الصّلة بين ذكر مقتله عليهالسلام وبين البكاء عليه ؛ لأنّ لوعة المصاب به لا تُطفأ ، ومضض الاستياء له لا ينفد ؛ لاجتماع تلك الكوارث عليه ، وملاقاته لها بصدر رحيب ، وصبر تعجبت منه ملائكة السماء ؛ فأوّل ما يتأثّر به السامع لها أن تستدرّ دموعه ، فلا يذكر الحسين عليهالسلام إلاّ والعبرة (الدمعة) تسبق الذكر.
أضف إلى ذلك : المودّة الكامنة له في قلوب أحبائه وشيعته ، بحيث إذا انضمّت إلى كلّ ما سبق كانت أوعى ، لتأكيد الصّلة بين ذكره الشريف وبين البكاء الكثيف عليه (١). ولا سيما إذا قرأت مع إمامك الحجّة بن الحسن (صلوات الله
__________________
١ ـ مقتل الحسين ـ للمقرم ص ٩٨.