قَالَ : « وَبَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ إِذَا أَتى قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، وَلْيَكُنْ فِيمَا تَقُولُ (١) عِنْدَ مَسْجِدِ الْفَتْحِ : يَا صَرِيخَ (٢) الْمَكْرُوبِينَ ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ (٣) الْمُضْطَرِّينَ ، اكْشِفْ هَمِّي وَغَمِّي (٤) وَكَرْبِي ، كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ (٥) وَكَرْبَهُ ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فِي هذَا الْمَكَانِ ». (٦)
٨١٣٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
__________________
وتعرف اليوم كلّها بمساجد الفتح ، والأوّل المرتفع على قطعة من جبل مبلغ في المغرب ، يُصعد عليه بدرجتين شماليّة وشرقيّة ، وهو المراد بمسجد الفتح عند الإطلاق ، ويقال له أيضاً : مسجد الأحزاب ، والمسجد الأعلى. وروي عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام عن أبيه : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل مسجد الفتح ، فخطا خطوة ثمّ الخطوة الثانية ، ثمّ قام ورفع يديه إلى الله تعالى حتّى رُئي بياض إبطيه ، فدعا إلى الله حتّى سقط رداؤه عن ظهره ، فلم يرفعه حتّى دعا كثيراً. وتسمية هذا المسجد بمسجد الفتح لأنّ الاستجابة وقعت به ، وجاء حذيفة بخبر رجوع الأحزاب ليلاً به ، فأصبح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمسلمون قد فتح الله عزّ وجلّ لهم ، ونصرهم وأقرّ أعينهم. وقول ابن جبير : إنّ سورة الفتح انزلت به ، لا أصل له ».
(١) في الوافي : « يقول ».
(٢) الصَريخ والصارخ : المستغيث والمُغيث ، من الأضداد. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ( صرخ ).
(٣) في « بث ، بح » : ـ « دعوة ».
(٤) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جن » والوافي : « غمّي وهمّي ».
(٥) في « بف » والوافي : « غمّه وهمّه ».
(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧ ، ح ٣٨ ، معلّقاً عن الكليني ؛ كامل الزيارات ، ص ٢٤ ، الباب ٦ ، ح ١ ، عن محمّد بن يعقوب [ الكليني ] ، وبسند آخر عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار. وفيه ، ح ٣ ، بسنده عن صفوان بن يحيى وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ذيل ح ٦٨٦ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « مسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٤ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الصلاة ، باب بناء مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ح ٤٩٠٤ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٧٣٦ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ح ١٣٥ و ١٣٦ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨٥ ، ح ١٤٤٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٩٣٧٣ ؛ وفيه ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ، ح ٦٥٦٢ ، إلى قوله : « مسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح » ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٢ ، إلى قوله : « اسّس على التقوى من أوّل يوم ».