قُلْتُ (١) : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ (٢) وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) (٣)
قَالَ : « ( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) : لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ ( لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) : تِلْكَ الْمَنَاسِكُ ».
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سِنَانٍ ، فَأَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ )؟
قَالَ : « أَخْذُ الشَّارِبِ ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ ، وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ ».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ (٤) ذَرِيحَ (٥) الْمُحَارِبِيِّ حَدَّثَنِي عَنْكَ بِأَنَّكَ قُلْتَ لَهُ : ( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) : لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ ( لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) : تِلْكَ الْمَنَاسِكُ؟
فَقَالَ : « صَدَقَ ذَرِيحٌ ، وَصَدَقْتَ ؛ إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَبَاطِناً ، وَمَنْ يَحْتَمِلُ (٦) مَا يَحْتَمِلُ ذَرِيحٌ؟ (٧) ». (٨)
__________________
(١) في « جد » : « فقلت : جعلت فداك » بدل « قلت ».
(٢) قال الراغب : « أصل التفث : وسخ الظفر وغير ذلك ممّا شابه أن يزال عن البدن ». ثمّ قال : « ( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) ، أي يزيلوا وسخهم ». وقال ابن الأثير : « التَفَثُ : هو ما يفعله المُحرم بالحجّ إذا حلّ كقصّ الشارب والأظفار ». المفردات للراغب ، ص ١٦٥ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٩١ ( تفث ).
(٣) الحجّ (٢٢) : ٢٩. وفي الوافي : +( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ).
(٤) في « بخ ، بف » والوافي والفقيه ، ح ٣٠٣٦ ومعاني الأخبار : « فإنّ ».
(٥) في حاشية « بث » والوافي والبحار والفقيه ، ح ٣٠٣٦ : « ذريحاً ».
(٦) في « بح » والبحار : + « مثل ».
(٧) في الوافي : « هذا الحديث ممّا يختصّ بحال الحياة ، وجهة الاشتراك بين التفسير والتأويل هي التطهير ؛ فإنّ أحدهما تطهير من الاوساخ الظاهرة والآخر من الجهل والعمى ».
(٨) معاني الأخبار ، ص ٣٤٠ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ، ح ٣٠٣٦ ، معلّقاً عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من قوله : « قال عبدالله بن سنان : فأتيت أبا عبدالله عليهالسلام ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٨٤ ، ح ٣٠٣١ ، وتمام الرواية فيه : « وروي ذريح المحاربيّ عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله الله عزّ وجلّ ثمّ ليقضوا تفثهم قال : التفث لقاء الإمام » الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢١ ، ح ١٤٣٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢١ ، ذيل ح ١٩٣١٣ ؛ البحار ، ج ٢٤ ، ص ٣٦٠ ، ذيل ح ٨٤.