تصوّر عن إنسان تتجسّد فيه أسمى الخصال الأخلاقيّة (الفضائل) (١).
وذاك المثل الأعلى هو الشخص الأوحد في كلّ زمانه ، المتفرّد بالفضائل الأخلاقيّة بالطول والعرض ، فالرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، والأوصياء من بعده هم أصحاب تلك المنزلة الرفيعة ، وذاك المقام السامي في هذه الدنيا ، فهم الأولياء الكاملون في الإنسانيّة ، والرجال الأنوار في دنيا الإسلام ، ومثلُهُ العليا بالفضائل وحسن الشمائل.
مميزات الفاعل الأخلاقي
إذا اقتصرنا بالنسبة لما نحن فيه هنا على ما يرجع حصراً إلى الفاعل الأخلاقي من حيث أنّه فاعل واعٍ ومسؤول وجدير ، ألفينا أنّ لمفهومي الفضيلة والرذيلة تاريخاً ثقافيّاً فائق التنوّع ، يواكب تطوّر الوقائع الأخلاقيّة ، والأفكار والنظريات المفسّرة على الصعيد الأسطوري والديني والفلسفي ، نخلص منه كلّه إلى أنّ الفضيلة على مستوى الفاعل : هي استعداد خاصّ للقيام بواجب معيّن ، أو عمل صالح معيّن ، وعكسها الرذيلة.
بل هي بقول أدق : الاستعداد الدائم لإرادة الخير ، وإعادة صنعه (الخير) (٢).
ويذهب أحدهم إلى القول : إنّ الإنسان الكامل هو الذي لم تفته فضيلة ، ولم تشنه رذيلة ، وهذا الحدّ قلّما ينتهي إليه إنسان ، فإذا انتهى الإنسان إلى هذا
__________________
١ ـ الفلسفة الأخلاقيّة ص ٣١.
٢ ـ المصدر نفسه ص ٥٥.