قائمة الکتاب
مميّزات الفاعل الأخلاقي
٣٨
إعدادات
الحسين (ع) والوهّابيّة
الحسين (ع) والوهّابيّة
تحمیل
تصوّر عن إنسان تتجسّد فيه أسمى الخصال الأخلاقيّة (الفضائل) (١).
وذاك المثل الأعلى هو الشخص الأوحد في كلّ زمانه ، المتفرّد بالفضائل الأخلاقيّة بالطول والعرض ، فالرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، والأوصياء من بعده هم أصحاب تلك المنزلة الرفيعة ، وذاك المقام السامي في هذه الدنيا ، فهم الأولياء الكاملون في الإنسانيّة ، والرجال الأنوار في دنيا الإسلام ، ومثلُهُ العليا بالفضائل وحسن الشمائل.
مميزات الفاعل الأخلاقي
إذا اقتصرنا بالنسبة لما نحن فيه هنا على ما يرجع حصراً إلى الفاعل الأخلاقي من حيث أنّه فاعل واعٍ ومسؤول وجدير ، ألفينا أنّ لمفهومي الفضيلة والرذيلة تاريخاً ثقافيّاً فائق التنوّع ، يواكب تطوّر الوقائع الأخلاقيّة ، والأفكار والنظريات المفسّرة على الصعيد الأسطوري والديني والفلسفي ، نخلص منه كلّه إلى أنّ الفضيلة على مستوى الفاعل : هي استعداد خاصّ للقيام بواجب معيّن ، أو عمل صالح معيّن ، وعكسها الرذيلة.
بل هي بقول أدق : الاستعداد الدائم لإرادة الخير ، وإعادة صنعه (الخير) (٢).
ويذهب أحدهم إلى القول : إنّ الإنسان الكامل هو الذي لم تفته فضيلة ، ولم تشنه رذيلة ، وهذا الحدّ قلّما ينتهي إليه إنسان ، فإذا انتهى الإنسان إلى هذا
__________________
١ ـ الفلسفة الأخلاقيّة ص ٣١.
٢ ـ المصدر نفسه ص ٥٥.