الحدّ كان بالملائكة أشبه منه بالناس ؛ فإنّ الإنسان مضروب بأنواع النقص ، مستولى عليه وعلى طبعه بضروب الشرّ ، فقلَّما يخلص من جميعها ، أو تسلم نفسه من كلّ عيب ومنقصة ، وتحيط بكلّ فضيلة ومنقبة.
إلاّ إنّ الإنسان التامّ (الكامل) ، وإن كان عزيزاً بعيد التناول ، فإنّ صدقت عزيمته ، وأعطى الاجتهاد حقّه ، كان يقيناً أن ينتهي إلى غايته التي هو متهيّئ لها ؛ ويصل إلى بغيته التي تسمو نفسه إليها.
فأمّا تفصيل أوصاف الإنسان التامّ فهو الذي يكون :
ـ متيقّظاً لجميع معايبه.
ـ متحرزاً من دخول نقص عليه.
ـ مستعملاً لكلّ فضيلة.
ـ ومجتهداً في بلوغ الغاية.
ـ وعاشقاً لصور الكمال.
ـ مستلذّاً لمحاسن الأخلاق.
ـ متيقّظاً في الأصل.
ـ متبغّضاً لمذموم العادات.
ـ معنيّاً بتهذيب نفسه.
ـ غير مستكثر لما يقتنيه من الفضائل.
ـ مستعظماً اليسير من الرذائل.
ـ مستصغراً للرّتبة العليا.
ـ مستحقراً للغاية القصوى.