أسبابها. يقول (غوبلو) : عندما يعي المرء غايته تكون الغاية فكرة ، ويكون التحقيق غرضها ونهايتها.
ولكن علينا أن نحسن التمييز بين الغاية والوسيلة ، أو الغايات والوسائل الموصلة إليها ، أو الطرق المؤدّية إليها. وقد تساءل باحثون منذ القدم : هل الخير غاية لأنّه خير ، أم أنّه خير لأنه غاية؟ ويبقى من الثابت : أنّ ما ندعوه الخير الأسمى هو الغاية الأخلاقيّة القصوى(١).
والقاعدة الأخلاقيّة تقول : بضرورة المثل الأخلاقي الأعلى ، أي لا بدَّ لنا من قدوة حسنة ، وربّنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (٢).
فمثلنا الأعلى في هذه الحياة هو الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار الأبرار ، والإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
فإنّ المثل الأعلى : هو ما يتطلّع إليه الفاعل أيضاً ، ولكن بوصفه نمطاً كاملاً ، أو نموذجاً في مجال معيّن من مجالات الفكر أو العمل (٣).
فالمثل الأخلاقي : مفهوم من مفاهيم الوعي الأخلاقي ، فيه يعبَّر عن المطالب الأخلاقيّة في صورة نموذج للشخصية الكاملة أخلاقياً على شكل
__________________
١ ـ المفردات الفلسفية ـ إدمون غوبلو ص مادة الغاية.
٢ ـ سورة الأحزاب : الآية ٢١.
٣ ـ لالاند ، المصدر السابق : الآية مادة المثل الأعلى.