سليمان بن عبد الوهاب يردّ على أخيه
ولنِعْمَ ما ردَّ به الشيخ سليمان بن عبد الوهاب على أخيه محمد بخصوص هذه المسألة ، اسمعه حيث يقول :
إنّ أوّل فتنة وقعت بعده صلىاللهعليهوآله وقعت بأرضنا هذه (يعني بلاد نجد حين خرج مسيلمة الكذاب وغيره) ، فنقول : هذه الأمور التي تجعلون بها المسلم كافراً ، بل تكفّرون مَنْ لم يكفّره ملأ مكة والمدينة ، واليمن والحرمين. وبلدنا هذه هي أوّل مَنْ ظهرت فيها الفتن ، ولا نعلم في بلاد المسلمين أكثر من فتنها قديماً وحديثاً (وهذا مصداق للأحاديث المتقدّمة وهي معجزة نبوّية بلا شك).
وأنتم (يعني أخوه وأتباعه) الآن مذهبكم أنّه يجب على العامّة اتّباع مذهبكم ، وأنّ مَنْ اتبعه ولم يقدر على إظهاره في بلده ، وتكفير أهل بلده وجب عليه الهجرة إليكم ، وأنّكم الطائفة المنصورة.
وهذا خلاف كلّ الأحاديث المتقدّمة ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبره الله بما هو كائن على أُمّته إلى يوم القيامة ، وهو صلىاللهعليهوآله بدوره أخبر بما يجري عليهم ومنهم. فلو علم أنّ بلاد المشرق خصوصاً نجد بلاد مسيلمة أنّها تصير دار الإيمان ، وأنّ الطائفة المنصورة تكون بها ، وأنّها بلاد يظهر فيها الإيمان ولا يخفى في غيرها ، وأنّ الحرمين الشريفين واليمن تكون بلاد كفر تُعبد فيها الأوثان وتجب الهجرة منها لأخبر بذلك كلّه ، ولدعا لأهل المشرق وخصوصاً نجد ، ولدعا على الحرمين واليمن والشام ، وأخبر أنّهم يعبدون الأصنام وتبرّأ منهم ، وإذا لم يكن إلاّ عكس ذلك ، فإنّه صلىاللهعليهوآله عمَّ المشرق ، وخصَّ نجد بأنّ