وغلظ القلوب في الفدادين (الرعاة والجمّالون) عند اُصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن للشيطان في ربيعة ومضر» (١).
وأهل الحجاز يعلمون أنّ نجد تقع في الجهة الشرقية بالنسبة للحجاز ، ومنها خرج مسيلمة الكذاب وإليها جاءته صاحبته سجاح التي ادّعت النبوّة كذلك.
وتروي الصحاح الكثير من الأحاديث عن الفتن وأواخر الزمان ، منها هذه الرواية عن سويد بن غفلة ، قال علي عليهالسلام : «سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من قول خير البريّة ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإنّ قتلهم أجر لِمَنْ قتلهم يوم القيامة» (٢).
وهذا الحديث هو غير الحديث الذي يتحدّث فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ويحذّر الأُمّة من فتنة الخوارج ، والذي يقول فيه : «يخرج فيكم قوم تحقّرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» (٣).
فهل عرفت السرّ الذي من أجله أطلق العلماء الأعلام والغيارى على الإسلام على أتباع هذه الجماعة اسم الخوارج ؛ لأنّ جميع الأحاديث المتقدّمة وغيرها تصفهم وتنعتهم وتدلّ ، بل وتشير إليهم مباشرة؟!
__________________
١ ـ فتح الباري ٦ ص ٣٥٠.
٢ ـ صحيح البخاري ص ح ٥٠٥٧.
٣ ـ صحيح البخاري ص ح ٥٠٥٨ ، صحيح مسلم ص ح ١٠٦٤.